
الإثنين، 20 فبراير 2012 - 15:56
وحده بشار الأسد دون العالم أجمع لا يفهم أن الموت يزحف إليه بخطى حثيثة وأن سقوط نظامه أصبح مسألة وقتٍ ليس أكثر؛ فلاتزال أوهام استعادته لزمام الأمور وعودة سوريا إلى قبضته الحديدية تلعب برأسه كما تلعب الخمر برأس سكيرٍ.. يحسب أن (الفيتو) الصينى الروسى مع مساندة إيران غير المشروطة قد مثلا ركناً شديداً يمكنه الالتجاء إليه؛ فاجترأ أكثر وأكثر على ذبح شعبه الأعزل من الوريد إلى الوريد؛ فى إشارة أخرى على انعدام الفهم؛ إذ أن حجم رقعة الغضب الأممى الإسلامى والعربى سيتزايد فى المقابل على نحوٍ يؤازر الشعب السورى ويتفاعل مع قضيته كرد فعلٍ طبيعى لمؤامرة دولية متعددة الأطراف..
فالغريب أن لُحمة هذه الأمة لا تظهر إلا وقت اشتداد الكرب وارتفاع وتيرة الظلم؛ فمثلها كمثل جسدٍ واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى؛ وهو أيضاً ما يستعصى على أمثال بشار فهمه.
وعما قليل ليرين بشار وعصابته أن نزيف الدم السورى المتصاعد هو فى حقيقته دماءٌ تسرى فى عروق الثورة فيشتد ساعدها وتزداد قبضتها إحكاماً على سيف ٍسيغمد فى سويداء قلوب زمرته حتماً لا ريب؛ فالقاعدة الشهيرة أن من سل سيف البغى قُتل به؛ وعلى الباغى تدور الدوائر.
رسالة خاصة إلى واشنطن: اختباركم لقياس رد فعل الشارع المصرى بعد الثورة ليس جديداً؛ وإن كان أتى هذه المرة فجا ًمتغطرساً كعادتكم حينما تتقمصون دور راعى الأبقار؛ إلا أن إلقاء الشعب المصرى القفاز فى وجوهكم مثَّل نتيجة أزعم أنها فاقت توقعاتكم بكثير؛ لذا نرجو أن تكونوا قد استوعبتم تصميم الشعب المصرى على كسر كل قيدٍ حال بينه وبين كرامته؛ فتعيدوا ترتيب أوراقكم للمرحلة المقبلة بتفهمٍ أكبر لوضع مصر بعد الثورة.